الراوي الأول: هذا
موسى
عليه السلام يلقي خطبة بليغة في الناس، وقد أثرت فيهم وبدؤا ينتهشون بالبكاء.
الراوي الثاني: بعدما
انتهت الخطبة، جاءه رجل وهو متأثرا بكلامه، ثم سأله...
الرجل السائل: يا
رسول الله، أريد أن أسألك سؤالا، هل يوجد أعلم منك في الأرض؟؟
موسى عليه
السلام:: يقول نبي الله موسى، لا، لا أعلم أحدا أكثر مني علما على
وجه الأرض.
الراوي الأول: لما قال موسى
ذلك الكلام، قال الله تعالى له إن لي عبدا أعلم منك يا موسى، وهو موجود في مجمع
البحر... فذهبا باحثان عن مكانه بقصد التعلم منه...
الراوي الثاني: لما وصل مجمع
بينهما جلسا على صخرة ليستريحا، ولما أتما المسير نسي يوشع بن النون الغداء الذي
كان عبارة عن حوث مشوي عند الصخرة.
موسى عليه السلام: يقول نبي الله، يا يوشع ائتينا غداءنا لقد تعبنا من شدة
الجوع...
يوشع بن النون: يا نبي الله، إني نسيته عند الصخرة التي التجأنا إليها،
وقد أنساني الشيطان أن أخبرك بأمر عجيب..
موسى عليه
السلام: يقول نبي الله، وما هو يا يوشع؟؟
يوشع بن النون: إني رأيت الحوث وقد أحيي من جديد واتخذ طريقه إلى البحر
بشكل عجيب...
موسى عليه السلام: يقول نبي الله، ذلك ما كنا نطلبه يا يوشع، إن المعجزة التي
رأيتها هي دليل على مكان عالمنا الذي نبحث عنه...
الراوي الأول: وهكذا رجع موسى
عليه السلام وفتاه يتبعان الطريق الذي جاءا منه حتى وصلا إلى الصخرة التي نسيا
عندها الحوث...
الراوي الثاني: فلما وصلا وجدا
عند الصخرة رجلا متكئا، وهو متلحف بجبة خضراء...
موسى عليه السلام: يقول
نبي الله موسى: السلام عليك أيها الرجل المعلم...
الخضر عليه السلام: يقول
الخضر: عليك السلام يا نبي الله، ماذا تريد؟؟؟
موسى عليه السلام: يقول
نبي الله موسى: أريد أن تعلمني مما عندك من العلم الرشيد والهادي إلى الخير
والصلاح...
الخضر عليه السلام: إنك
يا موسى لن تستطيع معي صبرا ، فكيف تصبر على شيء وأنت لا علم لك به...
موسى عليه السلام:
يقول نبي الله، لا يا معلمي، إنك ستجدني إن شاء الله صابرا، ولن أعصي لك أي أمر
طلبته مني...
الخضر عليه السلام:
يقول الخضر عليه السلام: إذا فلا تسألني عن أي شيء فعلته حتى أخبرك عن الحكمة
منه...
الراوي الأول: فاصطحب
المعلم الخضر عليه السلام تلميذه موسى عليه السلام ليعلمه مما عنده من العلم الذي
لا يعلمه موسى...
الراوي
الثاني:
فذهبا مباشرة إلى سفينة بقصد العبور إلى الضفة الأخرى، وقد رحبا بهما أصحاب
السفينة وأركبوهما دون أجر لمكانتهما، وأول شيء فعله الخضر أنه قام بإحداث عيب في
السفينة، وموسى ينظر إلى فعله متعجبا...
موسى عليه السلام: قال
موسى للخضر عليهما السلام: كيف تخرق وتعيب
سفينة الناس، أتريد أن تغرق أهلها، إن هذا لمنكر عظيم أيها المعلم...
الخضر عليه
السلام: يقول الخضر عليه السلام: يا موسى ألم أقل لك إنك لن تستطيع
معي صبرا...
موسى عليه
السلام: يقول موسى عليه السلام: عذرا أيها المعلم إني قد نسيت، ولا
تحملني ما لا أطيق...
الراوي الأول:
وهكذا
استمرا موسى والخضر عليهما السلام في طريقهما الذي يريدانه، حتى وصلا إلى قرية..
الراوي
الثاني:
ولما وصلا قام الخضر عليه السلام بفعل لم يتوقعه موسى، حيث قام بقتل شاب في مقتبى
العمر...وموسى يرى فعله باستنكار...
موسى عليه السلام: قال
موسى للخضر عليهما السلام: ما هذا الذي فعلته أيها المعلم، إنك قتلت نفسا طاهرة
بغير نفس، إن هذا لمنكر عظيم...
الخضر عليه السلام: يقول
الخضر عليه السلام: ألم اقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا...
موسى عليه السلام: يقول
موسى عليه السلام: لن أسألك يا معلمي أبدا، ولن أعترض عليك، وإن فعلت ذلك فلا
تصاحبي واتركني إلى حال سبيلي، لقد أتعبتك بكثرة الأعذار...
الراوي الأول: ثم
بعدها ذهبا الخضر وموسى عليهما السلام يبحثان عم الضيافة من أهل القرية... لكنهما
لم يستضيفهما أحد؛ لشدة بخل أهل القرية...
الراوي
الثاني:
غير أن الخضر عليه السلام لم يكترث لذلك، وقام ليخدم أحد أهل القرية بإصلاح جداره
الذي كاد أن يسقط وبدون مقابل... فاعترض عليه موسى عليه السلام للمرة الثالثة
مستنكرا عليه...
موسى عليه السلام: يقول
موسى عليه السلام: ماذا تفعل أيها المعلم، كيف تقوم بإصلاح الجدار بدون مقابل،
وأهلها بخلاء لم يستضيفوننا حتى...؟؟
الخضر عليه السلام: قال
الخضر لموسى عليهما السلام: هذا فراق بيني وبينك، إنك لم تستطيع معي صبرا، وأكثرت
من السؤال والاعتراض، وها أنا سأخبرك بالحكمة من ذلك كله...
الراوي الأول: وهكذا
بدأ الخضر عليه السلام يخبر موسى عليه السلام بكل حكمة من وراء فعله الذي لم يدركه
موسى...
الراوي الثاني:
فأخبره بالحكمة الأولى التي تتجلى في كونه أنقذ بفعله سفينة المساكين التي أراد
الملك الظالم سرقتها..
الراوي الأول:
وأما الحكمة من فعله الثاني، أن الله أخبره بكفر ذلك الغلام، ومدى المعاناة التي
كان سيسببها لوالديه...
الراوي الثاني:
وأما الحكمة من فعله الثالث، فأراد أن يحمي كنزا تحته لغلامين كان أبوهما صالحا...