-->

تعقيب على رسالة أحمد عصيد الموجهة إلى وزير التربية الوطنية

    امحمد بلفضيل

    وجه الناشط الامازيغي الاستاذ احمد عصيد رسالة مفتوحة الى السيد وزير التربية الوطنية وذلك على حد تعبيره من اجل ان " ألفت انتباهكم إلى ظواهر غريبة وخطيرة، صارت تنخر مدرستنا وحياتنا التربوية بشكل يومي" .
    وتعقيبا على مضمون هذه الرسالة اقدم الملاحظات والمؤاخذات التالية:
    * اتساءل ماهي الصفة التي يقدم بها احمد عصيد نفسه حتى يكون قبلة للاباء يتجهون اليه ليقدموا شكاويهم حول مايتعرضوا له ابناؤهم من هذه الممارسات الخطيرة . هل هو مفتش تربوي؟ هل هو رءيس لجمعية من جمعيات الاباء؟ من هو؟؟؟ مانعرفه عن السيد عصيد كما عرف هو بنفسه قبل يومين سوى انه باحث تابع للمعهد الملكي للثقافة الامازيغية وليست لديه اي صفة تجعل الاباء يتجهون اليه ليقدموا شكاويهم حول مشاكل ابنائهم الدراسية.
    * لست ادري على اي شئ اعتمد السيد عصيد في ادعائه انتشار مثل تلك الظواهر في المدرسة المغربية؟ لم يخبرنا عن الدراسة التي انجزها حتى يخرج بنتائج ان مثل تلك الممارسات اصبحت ظواهر خطيرة بمفهوم الظاهرة في علم الاجتماع؟ هل كون امراة اشتكت اليه من حالة شاذة معزولة تجعل من الامر يستحق لقب الظاهرة وترفع من اجلها رسالة الى الوزير مباشرة؟
    فليخبرنا التلاميذ ومن كانوا تلاميذ كذلك عن عدد اساتذة الفرنسية الذين كانوا يحدثونهم باللغة العربية ويقولون لهم ان الفرنسية لن تنفعكم في الاخرة ؟
    * الرسالة فيها كثيرمن الهجوم والتجني على رجال التعليم بصفة عامة ومدرسي "التربية الدينية" على حد تعبيره على وجه الخصوص فهو من جهة يصف عموم الاساتذة بعدم الكفاءة ويدعو السيد الوزير "لتكوين مدرسين أكفاء، يتصفون قبل كل شيء بالحس التربوي، وبالضمير المهني"، كما يصف اساتذة "التربية الدينية" بالتطرف والارهاب لانهم يحدثون التلاميذ عن الاخرة وعن الجنة والنار والحساب والعقاب .
    ونسي عصيد ان الاساتذة محكومون بمنهاج تربوي وزمن مدرسي محددين وانه ليست لديهم الحرية الكاملة ليختاروا المواضيع التي ارادوا .
    ثم ان النسبة الغالبة من مدرسي"التربية الدينية" لايحملون كما يدعي افكارا متطرفة وارهابية اللهم الا اذا كان كل من يؤمن بالحساب والنار والجنة متطرف وارهابي.
    وسيكون عموم الاباء المغاربة والمجتمع المغربي كله ارهابي لانهم يعتقدون هذه المعتقدات بل وستكون الامهات والجدات -الاميات- ارهابيات لانهن يحدثن ابناءهن عن الجنة والنار ونكير ومنكر في القبر..
    * كنت ساكون في صف الاستاذ عصيد لو انه كان يصدر في مثل هذه المواقف عن موقف متجرد وراي محايد، لكن موقف الاستاذ عصيد هذا بل واغلب مواقفه مدفوعة بتوجه ايديولوجي مقيت، فمن يقرا الرسالة لايجد كبير عناء في اكتشاف ان هدف عصيد ليس هو الدفاع عن المدرسة لتطهيرها من الافكار المتطرفة المصادمة للقيم الانسانية العليا كما يدعي ، بل هدفه هو الانتصار لخطه الفكري والايديولوجي الذي يبشر به ويدعو اليه.
    نعم كنا سنكون جميعا في صف الاستاذ عصيد لو انه وجه رسالة للوزير حول ظواهر التحرش والعنف والهضر المدرسي ... التي هي بالفعل وكما يعترف الجميع على انها ظواهر خطيرة، صارت تنخر مدرستنا وحياتنا التربوية بشكل يومي .
    لكن مادامت الرسالة هي فقط انتصار لمواقف الرجل فهي لاتعبر الا عن رايه ولا يوافقه فيها الا من يشاركه اتجاهه الفكري والايديولوجي.
    شارك المقال

    # مقالات متعلقة