-->

مدخل الحكمة: حديث من يأخذ عني هؤلاء الكلمات...

    عنوان الدرس: حديث من يأخذ عني هذه الكلمات...
    عنوان المدخل : مدخل الحكمة
    الفئة المستهدفة : الثانية ثانوي إعدادي


    1 ) نص الحديث: 

    عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
    "  مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقُلْتُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ! 
    فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّ خَمْسًا وَقَالَ : 
    اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا ، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ القَلْبَ  ". الترمذي- أبواب الزهد.باب من اتقى المحارم فهو أعبد الناس).) 

    2 ) الشروح: 
    من يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهن: معنى الكلمات: الوصايا، فالرسول صلى الله عليه وسلم يسأل من يأخذ من القوم وصاياه ويطبقها في دنياه . 
    المحارم : كل ما حرم الله. 
    وارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس: اقنع بنصيبك من الدنيا والمقصود بالغنى هنا غنى النفس وعدم الإلحاح في الطلب. 
    أحسن إلى جارك تكن مؤمنا : أي عليك أن تعامل جارك معاملة حسنة . 
    وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما: أي أحب الخير للناس كما تحبه لنفسك.
    ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب : أي أن لا يجعل الضحك خلقك في كل أوقاتك فتنشغل عن واجباتك الدينية والدنيوية،لأن هذا الخلق يذهب إحساس قلبك ونورك . 

    3 ) التعرف على الأعلام :
    من هو الترمذي؟ 
    هو الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَورة الترمذي المولود سنة 209هـ والمتوفى سنة 279هـ كان الترمذي من خواص تلامذة البخاري، شهد له العلماء بالعلم والحفظ والمعرفة ، وبالديانة والورع ، حتى إنه لغلبة الخشية عليه كف بصره آخر عمره ، من كثرة بكائه من خشية الله تعالى. 
    قال الحافظ أبو سعيد الإدريسي عن الترمذي : 
    أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث ، صنف الجامع والتواريخ والعلل تصنيف رجل عالم متقن ، كان يضرب به المثل في الحفظ .

    4) مضمون الحديث:

    في الحديث الشريف تشجيع للمومنين على العمل بمجموعة من الوصايات والتوجيهات التي لخصها الرسول صلى الله عيله وسلم في خمس وصايا وتوجيهات عظيمة.
    التحليل:

    المحور الأول: الكلمات الخمس ومعانيها

    الوصية الأولى: اتق المحارم تكن أعبد الناس

    من خلال الابتعاد عن المحرمات والنواهي، وفي مقابلها يجب فعل الأوامر والطاعات وعدم تركها.

    الوصية الثانية: الرضا بما قسم الله تعالى

    على المومن أن يرضى بما قسم الله تعالى من الرزق والصحة وجميع النعم، لأن عدم الرضا يؤدي إلى الطمع والجشع والتجرؤ على أخذ ما بيد الناس والحصول على ما عند الآخرين بطرق غير مشروعة، فإذا تحلى المومن بالقناعة والرضا في نفسه عاش غنيا غير محتاج

    الوصية الثالثة: الإحسان إلى الجار

    فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي دائما بالإحسان إلى الجار كما أن الإحسان إلى الجار دليل على صدق الإيمان.

    الوصية الرابعة: حب الخير للناس كما تحبه لنفسك

    على المومن أن يحب الخير لإخوانه المسلمين وأن يبتعد عن الحسد والخداع والغش، وأن يكره ذلك كما يكره ذلك لنفسه.

    الوصية الخامسة: عدم الإكثار من الضحك

    الاعتدال في جميع الأمور هو المنهج السليم، فالضحك الكثير يؤدي إلى إماتة القلب، ويصبح الإنسان بليد التفكير يضحك لأتفه الأسباب، ويفقد الإحساس بالأمور وتقدير مدى خطورتها، لذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينهانا عن الضحك وإنما نهانا عن الإكثار منه والمبالغة فيه.

    المحور الثاني: العمل بهذه الكلمات والوصايا

    إن هذه الوصايا والكلمات الخمس شملت عدة فوائد وقد عالجت مجموعة من الجوانب في حياة الإنسان، فقد شملت علاقته بربه وبغيره وبنفسه، ليظهر لنا بذلك مدى أهمية هذه الوصايا الثمينة، ومن واجب كل مسلم العمل بها حتى يحظى بالفوز في الدنيا والآخرة.


    العودة لـ(صفحة الملخصات)
    شارك المقال

    # مقالات متعلقة