عنوان الدرس : التجمل بمحاسن الأخلاق
النصوص:
قال تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انما بعثت لاتمم حسن الاخلاق).
عن عبد الله بن عمرو قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ان من خياركم احسنكم اخلاقا).
معاني الكلمات:
الفظ الغليظ: السيئ الاخلاق
انفضوا: انصرفوا وتفرقوا
خياركم: احسنكم مرتبة عند الله
يألفون : ينسجمون مع الناس
أحاسنكم: الذين يتعاملون مع الناس بطيب
المحور الاول: مفهوم حسن الخلق وقيمته في الاسلام:
الاخلاق هي مجموعة القيم والمبادئ التي تنظم سلوك الانسان وتعامله مع نفسه وخالقه ومجتمعه، وللاخلاق الحسنة مكانة عظيمة عند الله تعالى، فقد أثنى سبحانه وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق فقال: (وانك لعلى خلق عظيم) القلم:4 ، وقد أمره سبحانه وتعالى بالتحلي بمحاسن الاخلاق في تعامله مع الناس ولو كانوا من المخالفين؛ فقال تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميد) فصلت:33.
وقد أعد الله تعالى جنته لعباده المتقين؛ قال تعالى: (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران:134 ، وجعل محاسن الاخلاق أثقل شيء في ميزان حسنات المسلم في الاخرة ، فعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من شيء اثقل في الميزان من حسن الخلق).
المحور الثاني: تكامل المظهر والمخبر من التجمل بمحاسن الاخلاق:
كما حرص الإسلام على العناية بالبدن واللباس وسن لهما الآداب والأحكام الشرعية ، مما يجعل المسلم يبدو في هيئة جميلة ومستحسنة، رغب المسلم في التجمل بمحاسن الأخلاق من حسن المعاملة وطيب الكلام، حتى يحظى بالمحبة والتقدير من أصدقائه وجيرانه وينال المكانة الرفيعة عند الله . عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة : أحاسنكم أخلاقا) رواه الترمذي .
وفي مقابل ذلك، نهاهم عن كل الصفات الرذيلة، كسرعة الغضب والكبر والحسد والبغض، والكذب والغيبة والنميمة وغيرها مساوئ الأخلاق التي تجعل الإنسان منبوذا ممقوتا يتهرب منه الناس وينظرون إليه نظرة احتقار، حتى وإن كان جميل المنظر.
إن التكامل بين جمال المظهر وجمال الخلق يشيع المحبة بين الناس، ويجعلهم في تواد وتراحم، تسود بينهم قيم التسامح والرأفة، ويشعرون وكأنهم جسد واحد تألفا وتضامنا.
المحور الثالث: أصول محاسن الأخلاق:
إن محاسن الأخلاق التي حث الإسلام على التمسك بها كثيرة ومتعددة، نذكر منها:
- إفشاء السلام بين المسلمين سواء عرفتهم أم لم تعرفهم، لأن ذلك ينشر المحبة بينهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: (أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشو السلام بينكم) صحيح مسلم.
- الدعاء للمؤمنين ، ولو ظهر الغيب حتى يعم الخير الجميع ويستحقوا عفو الله ورضاه، مصداقا لقوله تعالى : (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا إنك رؤوف رحيم 10) سورة الحشر، الاية 10.
- الصبر والعفو عن المسيء، لآنه يشعره بالندم ، ويدفعه الى التوبة والإقلاع عن سلوكه السيئ، لقوله تعالى : (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين 134) سورة آل عمران، الاية 134.
- الحياء: هو خلق جميل يحجز الإنسان عن الوقوع في الشبهات والمحرمات، وإذا تخلق به المرء سارع إلى مكارم الأخلاق . قال عمران بن حصين رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير) صحيح البخاري
العودة لـ(صفحة الملخصات)