-->

مدخل الإقتداء : دار الأرقم التآلف والتشاور


    عنوان الدرس : دار الأرقم التآلف والتشاور
    عنوان المدخل : مدخل الاقتداء
    الفئة المستهدفة : الأولى ثانوي إعدادي


    تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم في سائر أطوار دعوته إلى اذى المشركين  فأمره الله تعالى في العديد من الايات القرانية بالصبر والثبات على طريق الحق قائلا: (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) سورة ق:39
    المحور الاول: مكانة دار الارقم في مسيرة دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم:
    علمنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بالدعوة السرية حيث كان يقصد من يثق فيه من اقربائه وذويه، وبعضا من اقرب أصدقائه، فكان يجتمع بهم خفية في دار على مقربة من جبل الصفا بالحرم المكي لشخص   يدعى الارقم بن ابي الارقم بن عبد مناف بن اسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم،ويكنى ابا عبد الله  وقد اختار الرسول هذه الدار للاجتماع بصحابته لانها كانت بعيدة عن عين المشركين ،ولانه كان لا يخشى على القلة القليلة من اتباعه ان يفتنهم المشركون عن دينهم ويصدونهم عن طريق الهداية  وكان كثير من الصحابة الاوائل رضي الله عنهم قد اسلموا قبل ان يدخل النبي   صلى الله عليه وسلم   دار الارقم بن ابي الارقم ، ومنهم ابو بكر الصديق وعلي بن ابي طالب وخباب بن الارث وعامر بن فهيرة ومعمر بن الحارث وواقد بن عبد الله وعثمان بن عفان وعبيدة بن الحارث وعبد الرحمن بن عوف وابو سلمة بن عبد الاسد وابو عبيدة بن الجراح  وغيرهم رضي الله عنهم اجمعين، وكان اخرهم اسلاما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاما صاروا اربعين خرجوا بعد ان امر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ببداية الدعوة الجهرية، وهكذا كانت دار الارقم اول مدرسة في الاسلام منها تخرج جيل الصحابة الاطهار الذين نشروا الاسلام في الافاق وبعدله ورحمته وحمايته لكرامة الانسان ،فكان الدين الخاتم والرحمة المهداة للعالمين.
    المحور الثاني: التعارف والتشاور بين المسلمين أول درس من دروس دار الارقم:
    كان رسول الله  يتردد بين مكة وغار حراء للتعبد وانتظار نزول الوحي ، وحين يتلقى من ربه اجزاء جديدة من القران الكريم بواسطة جبريل عليه السلام كان يسارع الى مكة للالتقاء  بصحابته رضوان الله عليهم في دار الارقم بن ابي الارقم ليبلغهم بما نزل عليه من الوحي، وليعلمهم ما تلقاه عن ربه من اوامر ونواه، وفي بعض الاحيان كان يلتحق بجماعة المؤمنين رجل او امرأة معلنا اسلامه ، فيتعرف الى المؤمنين السابقين الاولين، وهكذا اضيفت الى دار الارقم وظيفة التعارف بين المسلمين الجدد، بالاضافة الى وظيفة التعلم والتعليم، كما كان المسلمون يستغلون فرصة وجودهم في هذه الدار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للتشاور بينهم في امور الدعوة الى الله ونصرة دينه،وبذلك اصبحت دار الارقم بالاضافة الى التعليم والتعارف دار مشورة وتشاور.
    وهكذا كان لهذه الدار وظائف تربوية وتعليمية وتشاورية متكاملة، اذ فيها بنيت الاسس الاولى للدعوة الاسلامية بما تمثله من قيم الرحمة والتعارف والتشاور والاخاء بقيادة رسول الله المثل الاعلي في الاخلاق .قال تعالى(فبما رحمة  من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين.

    العودة لـ(صفحة الملخصات)
    شارك المقال

    # مقالات متعلقة